الأوبرمنش ، حسب الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، هو مفهوم يشير إلى الفرد الذي يتجاوز القيم الأخلاقية التقليدية للمجتمع ليخلق قيمه الخاصة به ويحقق أقصى إمكانياته الإنسانية. مظهراً قوة الإرادة والقدرة على تحويل حياته الى عمل فني فريد.
يرى نيتشه أن الأوبرمنش هو النموذج المثالي للإنسان المستقبلي الذي يسعى إلى التفوق على إنسانيته الحالية والتحرر من جميع القيود اجتماعية واخلاقية.
وفقًا لمعجم أوكسفورد، يُعرف الأوبرمنش بأنه: "شخص مثالي ومتفوق في فلسفة نيتشه، يسعى إلى تجاوز القيم الأخلاقية التقليدية ليحقق إمكانياته الكاملة ويفرض قيمه الخاصة التي انشأها".
السمات الأساسية للأوبرمنش حسب ما ذكر في كتاب نيتشة **هكذا تحدث زرادشت :
1. الإرادة القوية: فالأوبرمنش يمتلك إرادة قوية تجعله قادراً على تجاوز التحديات والعقبات وفرض إرادته ليس فقط على الناس بل حتى الطبيعة.
2. الحس الاخلاقي الإبداعي بالقيم: فالأوبرمنش يخلق قيمه الخاصة ولا يتبع القيم الأخلاقية التقليدية أو المجتمعية التي جُعلت اولوية من قبل غيره.
3. التجاوز الذاتي: يسعى الأوبرمنش دائماً لتجاوز نفسه وتحقيق إمكانياته الكاملة ففي فلسفة نيتش ما لا يقتلك يجعلك اقوى ولو شر الرياح ما تعمّقعت وصلبت جذور الاشجار.
4. الاستقلالية: يتمتع بالاستقلالية الفكرية والعاطفية، ولا يتأثر بالآراء والأحكام والآراء الاجتماعية السائدة.
5. فرض القيم: الأوبرمنش لا يكتفي بخلق قيم جديدة بل يسعى لفرضها على العالم من حوله، ليصبح قدوة ومصدر إلهام للآخرين.
مثال تخيلي عن شخص صار أوبرمنشيًا
لنفترض أن هناك شخصًا يدعى يوسف. نشأ يوسف في بيئة تتبنى قيم الحداثة والصوابية السياسية بشكل صارم، حيث تُفرض عليه قيود وقيم محددة حول ما يجب عليه قوله وفعله، وكيف يجب أن يعيش.
وبدلاً من الانصياع لهذه القيود، قرر يوسف أن يسلك طريقًا مختلفًا.
في سن مبكرة، بدأ يوسف بالبحث عن شغفه الحقيقي. اكتشف حبه لمعرفة ونشر كل ما قُيِّد وحُجِب عنه وعن الوعي العام للعامة بسبب الصوابية السياسية.
ورفض يوسف الانصياع لقيم الحداثة والصوابية السياسية، التي رأى أنها تقيده وتمنعه من ان يكون ويعيش حسب ارادته هو، وان يعبر عن وجوده وعن ذاته الحقيقية. قرر أن يتحدى هذه القيم علنًا، مما أدى إلى توتر كبير مع عائلته والمجتمع المحيط.
فاختار يوسف أن يصبح عالمًا مستقلًا اشبه بزرادشت، فيكشف الحقائق المخفية وينشرها للجمهور، متجاهلاً التوقعات والضغوط التي تفرضها السياسات العالمية الغربية.
عبر عمله في كشف الحقائق ونشر المعلومات المحجوبة، واجه الكثير من الصعاب والمشاكل، التي استقوى منها نفسه، وطور يوسف قيمًا جديدة مبنية على الشفافية والصدق وحرية التعبير. ورفض القيم الأخلاقية التقليدية والصوابية السياسية التي رآها مقيدةً وتحجب المرء عن ما يستهويه، وبدلاً منها ركز على خلق قيم تتماشى مع رؤيته الشخصية للحقيقة. لم يكتفِ بخلق هذه القيم، بل سعى لفرضها على الناس في قريته. وعلى مر السنوات، لم يكتفِ يوسف بتحقيق النجاح المهني بل سعى لتجاوز حدود قدراته الفكرية والشخصية. كانت مسيرته مفعمة بالتحديات، بما في ذلك التهديدات والانتقادات، وحتى العداء من الجهات التي تتبنى قيم الحداثة والصوابية السياسية، لكنه استمر في تطوير نفسه ومهاراته. أصبح يوسف نموذجًا للاستقلالية الفكرية والشجاعة الشخصية. لم يعد يهتم بآراء الآخرين عنه بل ركز على رسالته في الترويج لقيمه الخاصة ونشر تجربته الفردية. بفضل إرادته القوية وقدرته على تجاوز القيود التقليدية، تجسد يوسف مفهوم الأوبرمنش وأصبح نموذجًا للشخص الذي يعيش وفقًا لقيمه الخاصة ويسعى لتحقيق إمكانياته الكاملة، متحديًا المجتمع والأعراف التقليدية والسياسات العالمية لتحقيق رؤية فردية متميزة وفرض قيمه الجديدة على العالم من حوله.
يوسف في هذه القصة هو الأوبرمنش الذي يتحدى قوى الحداثة والصوابية السياسية ليخلق عالمًا يعكس رؤيته الفريدة وقيمه الخاصة، ويصبح رمزًا للشجاعة والحرية الفكرية، يكشف الحقائق المخفية وينشرها لتحقيق التغيير الاجتماعي الحقيقي.
فهل انت اوبرمنش في قصة حياتك؟