الصحراوي
Es̈s̈aħrāwiyyالصحراويون، إذا أردنا التحدث بصراحة ووضوح، هم في الغالب عرب لغويا يحملون في دمائهم خليطًا من العناصر الأمازيغية، كما هو الحال بالنسبة لأغلب سكان المنطقة المغاربية، ولا يتمتعون بأي خصوصية استثنائية ترفعهم إلى مرتبة مختلفة جذريًا عن غيرهم. تُروَّج تسمية "الصحراوي" في بعض الأوساط كما لو كانت تشير إلى إثنية مستقلة تمامًا، منفصلة عن العرب والأمازيغ على حد سواء، وهذا في الحقيقة ادعاء لا أساس له من الصحة، بل هو محض افتعال يخدم أجندات سياسية محددة، وبالأخص تلك التي تستهدف المغرب وتسعى لتقويض وحدته الترابية. هم أنفسهم، في تسميتهم الرسمية لكيانهم المزعوم، يطلقون عليه "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وهو اسم يعلن بجلاء هويتهم العربية دون مواربة، مما يكشف تناقض الرواية التي تحاول فصلهم عن هذا السياق العربي الأوسع.
مع ذلك، يصر بعض المروجين لهذا الخطاب على تصوير الصحراويين كشعب متفرد بذاته، متجاهلين الواقع التاريخي والثقافي الذي يربطهم بباقي شعوب المنطقة. وإذا ما قارنا ذلك بجماعات أخرى، مثل الطوارق على سبيل المثال، الذين يتمتعون فعلاً بسمات تميزهم نسبيًا عن بقية الأمازيغ من حيث اللغة والتقاليد وأسلوب الحياة، نجد أن الطوارق لا يحظون بنفس هذا الاهتمام المبالغ فيه ولا يتم تسويقهم كإثنية منفصلة بالطريقة ذاتها التي يُعامل بها الصحراويون. هذا التفاوت في المعاملة يكشف بوضوح عن الانحياز السياسي الذي يقف وراء هذه القضية، إذ يبدو أن الهدف ليس الاعتراف بالتنوع الثقافي بقدر ما هو استغلال هذا التنوع لخلق فواصل مصطنعة تخدم مصالح معينة.
ولو أخذنا هذا المنطق المغلوط إلى مداه الطبيعي، لوجدنا أنفسنا أمام سيناريو عبثي يقسم كل بلد في المنطقة إلى مئات أو حتى آلاف الإثنيات، كل منها يدعي تمايزًا خاصًا به بناءً على اختلافات طفيفة في اللهجة أو العادات أو التاريخ المحلي. هذا النهج لا يعكس الواقع التاريخي والاجتماعي لشعوب المغرب الكبير، بل يشوهه لصالح أغراض سياسية ضيقة، تهدف إلى زرع الفرقة واستدامة النزاعات بدلاً من تعزيز الوحدة والتكامل. إن الترويج لفكرة "الصحراوي" كإثنية مستقلة كليا هو، في جوهره، محاولة لتحويل هوية ثقافية إقليمية إلى أداة سياسية، متجاهلةً السياق الأوسع الذي يجمع بين العرب والأمازيغ في نسيج واحد متشابك عبر التاريخ.
مع ذلك، يصر بعض المروجين لهذا الخطاب على تصوير الصحراويين كشعب متفرد بذاته، متجاهلين الواقع التاريخي والثقافي الذي يربطهم بباقي شعوب المنطقة. وإذا ما قارنا ذلك بجماعات أخرى، مثل الطوارق على سبيل المثال، الذين يتمتعون فعلاً بسمات تميزهم نسبيًا عن بقية الأمازيغ من حيث اللغة والتقاليد وأسلوب الحياة، نجد أن الطوارق لا يحظون بنفس هذا الاهتمام المبالغ فيه ولا يتم تسويقهم كإثنية منفصلة بالطريقة ذاتها التي يُعامل بها الصحراويون. هذا التفاوت في المعاملة يكشف بوضوح عن الانحياز السياسي الذي يقف وراء هذه القضية، إذ يبدو أن الهدف ليس الاعتراف بالتنوع الثقافي بقدر ما هو استغلال هذا التنوع لخلق فواصل مصطنعة تخدم مصالح معينة.
ولو أخذنا هذا المنطق المغلوط إلى مداه الطبيعي، لوجدنا أنفسنا أمام سيناريو عبثي يقسم كل بلد في المنطقة إلى مئات أو حتى آلاف الإثنيات، كل منها يدعي تمايزًا خاصًا به بناءً على اختلافات طفيفة في اللهجة أو العادات أو التاريخ المحلي. هذا النهج لا يعكس الواقع التاريخي والاجتماعي لشعوب المغرب الكبير، بل يشوهه لصالح أغراض سياسية ضيقة، تهدف إلى زرع الفرقة واستدامة النزاعات بدلاً من تعزيز الوحدة والتكامل. إن الترويج لفكرة "الصحراوي" كإثنية مستقلة كليا هو، في جوهره، محاولة لتحويل هوية ثقافية إقليمية إلى أداة سياسية، متجاهلةً السياق الأوسع الذي يجمع بين العرب والأمازيغ في نسيج واحد متشابك عبر التاريخ.